ليلى أوغان رمزي أمريكية الجنسية، وعلى أرض الكنانة (مصر) أعلنت إسلامها، بدافع من إيمان ويقين، وتعتبر يوم ميلادها الحقيقي يوم أن اعتنقت الإسلام، وعن طريق هدايتها إلى الدين الحق تقول: أنا محبة للاطلاع والاستزادة من العلم والمعرفة، فبعد أن حصلت على شهادتي الجامعية في الإعلام من أميركا، ومع شغفي الشديد في استمرارية طلب العلم، وجدت لدي رغبة ملحة في التعلم في الشرق الأوسط، رغم ظروفي المادية الصعبة، وفقري الشديد، ولكن فضل الله واسع حيث أنعم علي بمنحة قدرها عشرة آلاف دولار.
ـ الدراسة في مصر:
وتمضي ليلى أوغان رمزي في حديثها قائلة: جئت إلى مصر لأدرس العلوم السياسية، وفي مكتبة الجامعة وقع بصري على مصحف شريف مترجم المعاني إلى اللغة الانجليزية .. فتحته شعرت بقوة خفية تهزني من الأعماق .. قرأت وقرأت .. وكلما تعمقت عرفت شيئاً وأدركت أشياء ..
وأمضيت ستة أشهر أفكر في الأمر خاصة، وأنني عضو في الكنيسة الكاثوليكية، ووالدي رجل دين، ثم بدأت أسأل نفسي كيف أعتنق الإسلام؟ وما هي الجهة المسؤولة عن هذه الأمور، لا سيما وأنا غريبة هنا .. وبغير تفكير وجدتني أذهب إلى أحد المساجد وهناك التقيت بشيخ المسجد فقلت له: أريد أن اشهر إسلامي فماذا أفعل؟ فدلني على الطريق وتم المراد، ودخلت في الدين الحنيف.
ـ شخصيات لها دور في حياتي:
وتمضي ليلى في حديثها فتقول: لقد التقيت بالداعية الإسلامية الكبيرة بعلمها وسلوكها الدكتورة زهيرة عابدين أستاذة ورئيسة قسم الأطفال بكلية طب القاهرة سابقاً، وعميدة كلية دبي الطبية للبنات حالياً، حيث نصحتني بالذهاب إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف. فاستجبت لنصيحتها.
وأما الشخصية الثانية، فهو الشيخ أحمد فرحات إمام مسجد الحسين، الذي غمرني بعطفه وحنوه حتى كنت أناديه بالوالد فقد ساعدني في معرفة أصول الدين الإسلامي وفرائضه، كما شجعني على أداء فريضة الحج عام 1982م.
ـ العمل في مجال الدعوة:
ومنذ أن هداني الله إلى طريق الحق والرشاد، وفتح بصري على ما في كتاب الله من آيات بينات، وكشف عن بصيرتي لأعرف قبساً من نور اليقين، وأنا عازمة على المضي قدماً في مجال الدعوة إلى الدين الإسلامي، وأملي كبير في أن يساعدني الأزهر الشريف لاستكمال دراستي العليا في العلوم الإسلامية حتى يتسنى لي أن أعمل في سبيل خدمة الإسلام، وإعلاء كلمة الحق تحت راية التوحيد في كل مكان.
ـ زواج مشروط وعمل ممدود:
وبعد إشهار إسلامي مكثت أتردد على بيوت الله كثيراً، هناك في أحد المساجد التقيت بزوجي الدكتور يس (من المحلة الكبرى ـ إحدى مدن مصر)، فتقدم إلي ليخطبني، ولكنني اشترطت عليه موافقة أهلي أولاً على الاقتران به ومن ثم كتب إليهم ليخطبني منهم فوافقوا وتم الزواج عام 1984، وفي عام 1986 التحق بهيئة التدريس في المعهد الأزهري للفتيات بالمحلة الكبرى، بعد أن أصبحت أجيد اللغة العربية تماماً.
ـ نساء الغرب والشرق:
والمرأة الغربية من وجهة نظرها أكثر صلابة من المرأة الشرقية وأقدر على العمل في حرف متعددة، فهي تعمل سباكة ونجارة وكهربائية وتحترف أعمالاً كثيرة ترفضها المرأة الشرقية.
ـ المرأة والثقافة:
المرأة الغربية بصفة عامة أكثر وعياً وثقافة، عكس المرأة الشرقية التي لا تزال نسبة كبيرة بينهن إلى الآن، تعاني من الجهل والأمية وإني أدعو المرأة الشرقية أن تكف عن طلب مساواتها بالرجل لأن ذلك يخالف تعاليم الدين الإسلامي، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: (وللرجال عليهن درجة).
ـ بين الرجال هنا وهناك:
وعن المقارنة بين الرجل الغربي والرجل الشرقي تتحدث ليلى أوغان فتقول:
من مميزات الرجل الشرقي وأهم ما فيه الرجولة والشهامة، والمحافظة والخوف على بيته وزوجته وأولاده، وأن كلمته مسموعة، عكس الرجل الغربي الذي يمكن أن تدعو المرأة أصدقاءها إلى البيت في غياب زوجها أو حضوره، ولا يمكنه أن يمنعها من ذلك بدعوة الحرية الشخصية المزعومة.
ـ الدعوة إلى الله:
وتتداعى الأفكار والخواطر لدى ليلى أوغان رمزي الأمريكية الأصل وعضو الكنيسة الكاثوليكية سابقاً فتقول:
إن الدعاة المسلمين لا يزال أغلبهم بعيدين عن روح الإسلام الحقيقية التي فهمتها من خلال دراستي للدين الإسلامي والسيرة العطرة، ولأساليب السلف الصالح. فالدين يسر لا عسر، وسماحة لا غلظة أو فظاظة أو تنفير.
ومن ثم يجب على الداعية إلى الله أن يكون على بصيرة بأمر الأمانة التي يحملها سواء كان مبشراً أو منذراً، وأن يتحلى بكل مكارم الدين الإسلامي من سماحة ويسر ورحمة.