*خاص باسرة البلاغ
قال (ص): خصلتان ليس فوقهما من البرّ شيء: الإيمان بالله والنفع لعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما من الشرّ شيء: الشرك بالله والضرّ لعباد الله.
وقال له رجل: أوصني بشيء ينفعني الله به، فقال (ص): أكثر ذكر الموت يسلك عن الدنيا، وعليك بالشُّكر فإنّه يزيد في النعمة، وأكثر من الدعاء فإنّك لا تدري متى يستجاب لك، وإيّاك والبغي فإنّ الله قضى انّه مَن (بُغِي عليه لَيَنْصُرَنَّه الله) (سورة الحج)، وقال : (أيُّها الناس إنّما بغيكم على أنفسكم) (يونس/ 23)، وإيّاك والمكر، فإنّ الله قضى أن (لا يحيق المكر السيِّئ إلّا بأهله) (فاطر/ 24).
وقال (ص): ستحرصون على الإمارة، ثمّ تكون عليكم حسرة وندامة، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة.
وقال (ص): لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة.
وقيل له (ص): أيّ الأصحاب أفضل؟ قال: مَن إذا ذكرت أعانك وإذا نسيت ذكرك؟
وقيل: أيّ الناس شرّ؟ قال (ص): العلماء إذا فسدوا.
وقال (ص): أوصاني ربِّي بتسع: أوصاني بالإخلاص في السرّ والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقَصد في الفقر والغنى، وأن أعفوا عمّن ظلمني، وأُعطي مَن حرمني، وأصِل مَن قطعني، وأن يكون صمتي فِكراً، ومَنطقي ذِكراً ونَظَري عِبراً.
وقال (ص): قيِّدوا العلم بالكتاب.
وقال (ص): إذا ساد القوم فاسقهم وكان زعيم القوم أذلّهم وأكرم الرجل الفاسق فينتظر البلاء.
وقال (ص): سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن.
وقال (ص): لا يزال المسروق منه في تهمة مَنْ هو بريء، حتى يكون أعظم جرماً من السارق.
وقال (ص): إنّ الله يحبّ الجواد في حقّه.
وقال (ص): مَن أمسى وأصبح وعنده ثلاث فقد تمّت عليه النعمة في الدنيا: مَن أصبح وأمسى معافىً في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فإن كان عنده الرابعة، فقد تمّت عليه النعمة في الدنيا والآخرة وهو الإيمان.
وقال (ص): ارحموا عزيزاً ذلّ وغنياً افتقر وعالماً ضاع في زمان جهّال.
وقال (ص): خلّتان كثير من الناس فيهما مفتون: الصّحة والفراغ.
وقال (ص): جبلت القلوب على حبّ مَن أحسن إليها وبغض مَن أساء إليها.
وقال (ص): إنّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلِّم الناس على قدر عقولهم.
وقال (ص): ملعون مَن ألقى كَلّه على الناس.
وقال (ص): العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال.
وقال (ص): الجمال في اللسان.
وقال (ص): مروءتنا أهل البيت العفو عمّن ظلمنا وإعطاء مَن حرمنا.
وقال (ص): أغبط أوليائي عندي من أُمتي رجل خفيف الحاذ ذوحظ من الصلاة، أحسن عبادة ربّه في الغيب، وكان غامضاً في الناس، وكان رزقه كفافاً فصبر عليه ومات، قلّ تراثه وقلّ بواكيه.
وقال (ص): ما أصاب المؤمن من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا حُزنٍ حتى الهمّ يهمه إلّا كفّر الله به عنه من سيِّئاته.
وقال (ص): مثل المؤمن كمثل السنبلة، تخرّ مرّة، وتستقيم مرّة، ومثل الكافر مثل الأرزة، لا يزال مستقيماً لا يشعر.
وسُئِل (ص): مَن أشدّ الناس بلاءً في الدنيا؟ فقال (ص): النبيون ثمّ الأماثل فالأمثل، ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه، ومَن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه.
وقال (ص): لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثل جناح بعوضة ما أعطى كافراً ولا منافقاً منها شيئاً.
وقال (ص): الدنيا دُولٌ فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك، ومَن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومَن رضي بما قسمه الله قرّت عينه.
وقال (ص): إنّه والله ما من عمل يقربكم من النار إلّا نبأتكم به ونهيتكم عنه، وما من عمل يقربكم من الجنّة إلّا وقد نبأتكم به وأمرتكم به، فإنّ الروح الأمين نفث في روعي: أنّه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوا ما عند الله بمعاصيه، فإنّه لا ينال ما عند الله إلّا بطاعته.
وقال (ص): صوتان يبغضها الله: اعوال عند المصيبة، ومزمار عند نعمة.
وقال (ص): علامة رضى الله عن خلقه رخص أسعارهم وعدل سلطانهم، وعلامة غضب الله على خلقه جور سلطانهم وغلاء أسعارهم.
وقال (ص): أربع مَن كُنّ فيه كان في نور الله الأعظم: مَن كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا الله وأنِّي رسول الله، ومَن إذا أصابته مصيبة قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومَن إذا أصاب خيراً قال: الحمد لله، ومَن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه.
وقال (ص): مَن أُعطي أربعاً لم يُحرَمْ أربعاً: مَن أُعطي الاستغفار لم يُحرم المغفرة، ومَن أُعطي الشكر لم يُحرم الزيادة، ومَن أُعطي التوبة لم يُحرم القبول، ومَن أُعطي الدعاء لم يُحرم الإجابة.
وقال (ص): العلم خزائن ومفاتيحه السؤال، فاسألوا رحمكم الله، فإنّه يؤجراً أربعة: السائل والمتكلم والمستمع والمحبّ لهم.
وقال (ص): فضل العلم أحبّ إليَّ من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع.
وقال (ص): مَن أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض.
وقال (ص): إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فمن رضي قلبه عند الله الرضى، ومَن سخط فله السخط.
وأتاه رجل من بني تميم يقال له أبو أميّة، فقال: إلى ما تدعو الناس يا محمد؟ فقال له رسول الله (ص): (ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومَن اتّبعني) وأدعو إلى مَنْ إذا أصابك ضرّ فدعوته كشفه عنك، وإن استعنت به وأنت مكروب أعانك، وإن سألته وأنت مُقِلٌّ أغناك.
فقال: أوصني يا محمد، فقال: لا تغضب.
قال: زدني، قال: إرض من الناس بما ترضى لهم به من نفسك.
فقال: زدني، فقال، لا تسبَّ الناس فتكتسب العداوةَ منهم.
قال: زدني، قال: لا تزهد في المعروف عند أهله.
قال: زدني، قال: تُحِبَّ الناس يُحِبّوك، وَالْقَ أخاك بوجهٍ مُنبسط، ولا تضجر فيمنعك الضجر من خير الآخرة والدنيا.
وقال (ص): إنّ الله يبغض الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال والسائل الملحف ويحبط أجر المعطي المنّان، وَيَمقُت البذيخ الجريء الكذابّ.
وقال (ص): مَنْ تفاقر افتقر.
وقال (ص): مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش.
وقال (ص): رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ.
وقال (ص): ما نُهيت عن شيء بعد عبادة الأوثان كما نُهيت عن مُلاحاة الرجال.
وقال (ص): ليس منّا مَنْ غشّ مسلماً أو ضرّه أو ما كره.
وقام (ص) في مسجد الخيف فقال: نَضَرَ الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلّغها مَن لم يسمعها، فَرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه، وَرُبَّ حامل فقه غير فقيه. ثلاث لا يغل عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد على مَن سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم.
وقال (ص): رحم الله عبداً قال خيراً فَنغَنَم، أو سكت عن سوء فَسَلم.
وقال (ص): ثلاثٌ مَن كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان: الذي إذا رَضِيَ لم يُدخله رضاه في باطل، وإذا غَضِبَ له يُخرجه الغضب من الحقّ، وإذا قَدَرَ لم يتعاطَ ما ليس له.
وقال (ص): مَن بَلَغَ حدّاً في غير حقّ فهو من المعتدين.
وقال (ص): إنّ مَن تعلّم العلم لِيُماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يصرف الناس إليه لِيُعَظّموه فليتبوأ مقعده من النار، فإنّ الرئاسة لا تصلح إلّا ببهِ ولأهلها، وَمَن وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله، وَمَن دعا إلى نفسه، فقال: (أنا رئيسكم وليس هو كذلك لن ينظر الله إليه حتى يرجع عمّا قال، ويتوب إلى الله مما ادعّى.
وقال (ص): قال عيسى بن مريم للحواريين: تحبّبوا إلى الله وتقرّبوا إليه، قالوا: يا روح الله، بماذا نتحبّب إلى الله ونتقرّب؟ قال: ببغض أهل المعاصي، والتمسوا رضى الله بسخطهم، قالوا: يا روح الله، فَمَن نجالس إذاً؟ قال: مَن يذكِّركم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقة ويرغبكم في الآخرة عمله.
وقال (ص): أبعدكم بي شبهاً البخيل البذيء الفاحش.
وقال (ص): سوء الخُلُق شؤم.
وقال (ص): إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال وما قيل فيه فإنّه لبغيّ أو شيطان.
وقال (ص): إنّ الله حَرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياة لا يبالي ما قال وما قيل فيه، أما إنّه إن تنسبه لم تجده إلّا لبغيّ أو شرك شيطان.
قيل: يا رسول الله، وفي الناس شياطين؟ قال (ص): نعم أوَما تقرأ قول الله: (وشاركهم في الأموال والأولاد) (الإسراء/ 66).
وقال (ص): مَن تنفعه ينفعك، ومَن لا يعدّ الصبر لنوائب الدهر يعجز، ومَن قرّض الناس قرّضوه، ومَن تركهم لم يتركوه، قيل فأصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: أقرضهم عن عَرضَك ليوم فقرك.
وقال (ص): ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ تَصِل مَن قَطَعك، وتُعطي مَن حرمك، وَتَعفو عَمَّن ظلمك.
وخرج (ص) يوماً وقوم يدحون حجراً، فقال: أشدّكم مَن مَلَكَ نفسه عند الغضب وأحلمكم مَن عفا بعد المقدرة.
وقال (ص): أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً.
وقال (ص): حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، فقيل له: ما أفضل ما أُعطي العبد؟ قال: حسن الخُلق.
وقال (ص): حُسن الخُلق يُثبِتُ المودّة.
وقال (ص): حسن البشر يذهب بالسخيمة.
وقال (ص): خياركم أحسنكم أخلاقاً، الذين يَألفون ويُؤفَفون.
وقال (ص): الأيدي ثلاثة، سائلة ومنفقة وممسكة، وخير الأيدي المنفقة.
وقال (ص): الحياء حياءان: حياء عقل وحياء حمق، فحياء العقل العلم، وحياء الحمق الجهل.
وقال (ص): مَن ألقى جلباب الحياء لا غيبة له.
وقال (ص): مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَليَفِ إذا وعد.
وقال (ص): الأمانة تجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر.
وقال (ص): نَظَرُ الولد إلى والديه لهما عبادة.
وجاءه رجل بلبن وعسل ليشربه، فقال (ص): شرابان يكتفي بأحدهما عن صاحبه، لا أشربه ولا أحرّمه ولكني أتواضع لله، فإنّه مَن تواضع لله رفعه الله، ومَن تكبّر وضعه الله، ومَن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومَن بذّر حرمه الله، ومَن أكثر ذكر الله آجره الله.
وقال (ص): أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث وآداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس.
وقال (ص): أُمرت بمداراة الناس كما أُمرت بتبليغ الرسالة.
وقال (ص): استعينوا على أموركم بالكتمان فإنّ كلّ ذي نعمة محسود.
وقال (ص): الإيمان نصفان: نصف في الصبر ونصف في الشكر.
وقال (ص): حسن العهد من الإيمان.
وقال (ص): عجباً للمؤمن لا يقضي الله عليه قضاءً إلّا كان خيراً له، سرّه أو ساءه، إن ابتلاه كان كفّارة لذنبه، وإن أعطاه أكرمه كان قد حَباه.
وقال (ص): مَن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، ومَن أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولم ينل من الدنيا إلّا ما قسم له.
وقال (ص): لرجل سأله عن جماعة أمّته، فقال: جماعة أمتي أهل الحق وَإن قلّوا.
وقال (ص): مَن وَعَده الله على عمل ثواباً فهو منجز له، ومَن أوعده على عمل عقاباً فهو بالخيار.
وقال (ص): ألا أخبركم بأشبهكم بي أخلاقاً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: أحسنكم أخلاقاً وأعظمكم حلماً وأبرّكم بقرابته وأشدّكم إنصافاً من نفسه في الغضب والرضى.
وقال (ص): الطاعم الشاكر أفضل من الصائم الصامت.
وقال (ص): ودُّ المؤمن المؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان، ومن أحب في الله وأبغض في الله، وأعطى في الله ومنع في الله، فهو من الأصفياء.
وقال (ص): أحبّ عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده، وأقومهم بحقّه الذين يحبّب إليهم المعروف وفعاله.
وقال (ص): إذا مُدِحَ الفاجر اهتزّ العرش وغضب الربّ.
وقال له رجل: ما الحزم؟ قال (ص): تُشاور إمرءاً ذا رأي ثمّ تطيعه.
وقال (ص) يوماً: أيُّها الناس ما الرقوب فيكم؟ قالوا: الرجل يموت ولم يترك ولداً، فقال (ص): بل الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقدّم من ولده أحداً يحتسبه عند الله وإن كانوا كثيراً بعده، ثمّ قال (ص): ما الصعلوك فيكم؟ قالوا: الرجل الذي لا مال له، فقال (ص): بل الصعلوك حقّ الصعلوك مَن لم يقدِّم من ماله شيئاً يحتسبه عند الله وإن كان كثيراً من بعده، ثمّ قال (ص): ما الصرعة فيكم؟ قالوا: الشديد القوي الذي لا يوضع جنبه، فقال: بل الصرعة حقّ الصرعة رجل وكز الشيطان في قلبه فاشتدّ غضبه وظهر دمه ثمّ ذكر الله فصرع بحلمه غضبه.
وقال (ص): مَن عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
وقال (ص): الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث. قيل: يا رسول الله وما الحدث؟ قال (ص): الاغتياب.
وقال (ص): الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً.
وقال (ص): أربع من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص على طلب الدنيا، والإصرار على الذنب.
وقال رجل: أوصني، فقال (ص): لا تغضب، ثمّ عاد عليه، فقال: لا تغضب، ثمّ قال: ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وقال (ص): إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً.
وقال (ص): ما كان الرفق في شيء إلّا زانَه، ولا كان الخُرق في شيء إلّا شانَه.
وقال (ص): الكسوة تظهر الغنى، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ.
وقال (ص): مَن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فأثنوه فإنّ الثناء جزاء.
وقال (ص): مَن حُرِمَ الرِفق فقد حُرِمَ الخير كلّه.
وقال (ص): لا تُمارِ أخاك ولا تمازحه ولا تَعِدَهُ فَتُخلِفَه.
وقال (ص): الحرمات التي تلزم كلَّ مؤمن رعايتها والوفاء بها: حرمة الدين وحرمة الأدب وحرمة الطعام.
وقال (ص): المؤمن دعب لعب، والمنافق قطب غضب.
وقال (ص): نعم العون على تقوى الله الغنى.
وقال (ص): أعجل الشرّ عقوبة البغي.
وقال (ص): الهدية على ثلاثة وجوه: هدية مكافأة وهدية مصانعة وهدية لله.
وقال (ص): طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره.
وقال (ص):مَن عَدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت.
وقال (ص): كيف بكم إذا فسد نساؤكم وفسق شبّانكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟! قيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم وشرّ من ذلك، وكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟! قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشرّ من ذلك، وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
وقال (ص): إذا تَطَيَّرت فَامْضَ، وإذا ظننت فلا تَقْضِ، وإذا حَسدتَ فلا تَبغِ.
وقال (ص): رُفع عن أُمّتي تسع: الخطأ، والنسيان، وما أُكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطرّوا إليه، والحسد، والطِيرَرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة ولا لسان.
وقال (ص): صنفان من أُمتي إذا صلحا صلحت أُمتي وإذا فسدا فسدت أُمّتي، قيل: يا رسول الله ومَن هُم؟ قال: الفقهاء والأُمراء.
وقال (ص): أكمل الناس عقلاً أخوفهم لله وأطوعهم له، وأنقص الناس عقلاً أخوفهم للسلطان وأطوعهم له.
ولمّا نزلت عليه: (ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم) (طه/ 131) – إلى آخر الآية – قال (ص): مَن يَتَعزّ بعزاء الله انقطعت نفسه حسرات على الدنيا، ومَن مَدّ عينيه إلى ما في أيدي الناس من دنياهم طال حزنه.
وقال (ص): مَن طلب رضى مخلوق بسخط الخالق سلّط الله عزّ وجلّّّّّّّ عليه ذلك المخلوق.
وقال (ص): إنّ الله خلق عبيداً من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدُّون الجود مجداً، والله يحب مكارم الأخلاق.
وقال (ص): إنّ لله عباداً يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.
وقال (ص): إنّ المؤمن يأخذ بأدب الله، إذا أوسع الله عليه اتّسع، وإذا أمسك عنه أمسك.
وقال (ص): يأتي على الناس زمانٌ لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه.
وقال (ص): أقل ما يكون في آخر الزمان أخ يوثق به أو درهم من حلال.
وقال (ص): إحترسوا من الناس بسوء الظنّ.
وقال (ص): إنّما يدرك الخير كلّه بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له.
وأثنى قوم بحضرته على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير، فقال رسول الله (ص): كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير تسألنا عن عقله؟! فقال (ص): إنّ الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنّما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزُّلفى من ربّهم على قدر عقولهم.
وقال (ص): قسّم الله العقل ثلاثة أجزاء فمن كُنّ فيه كَمُلَ عقله، ومَن لم يَكُنّ فلا عقل له: حسن المعرفة بالله وحسن الطاعة لله وحسن الصبر على أمر الله.
وقال (ص): العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيِّمه، والصبر أمير جنوده، والرفق والده، والبرُّ أخوه، والنسب آدم، والحسب التقوى، والمروّنة إصلاح المال.
وقال (ص): مَن تقدّمت إليه يد، كان عليه من الحق أن يُكافِئ فإن لم يفعل فالثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة.
وقال (ص): يطبع المؤمن على كل خصلة ولا يطبع على الكذب ولا على الخيانة.
وقال (ص): إن من الشعر حكماً – وروي حكمة – وإنّ من البيان سحراً.
وقال (ص) لأبي ذر: أي عرى الإيمان أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم، فقال (ص): الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والبغض في الله.
وقال (ص): من سعادة ابن آدم استخارة الله، ورضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، وسخطه بما قضى الله.
وقال (ص): الندم توبة.
وقال (ص): ما آمن بالقرآن مَن استحلّ حرامه.
وقال له رجل: أوصني؟ فقال (ص): احفظ لسانك، ثمّ قال: يا رسول الله أوصني؟ فقال (ص): احفظ لسانك، ثمّ قال: يا رسول الله أوصني؟ فقال: ويحك وهل يُكَبُّ الناس على مَناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم.
وقال (ص): صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفية تطفئ غضب الله، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكلّ معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأوّل مَن يدخل الجنّة أهل المعروف.
وقال (ص): يحب إذا أنعم على عبد أن يرى أثر نعمته عليه ويبغض البؤس والتبؤس.
وقال (ص): حسن المسألة نصف العلم، والرفق نصف العيش.
وقال (ص): يهرم ابن آدم وتَشبُّ منه إثنتان: الحرص والأمل.
وقال (ص): الحياء من الإيمان.
وقال (ص): إذا كان يوم القيامة لم تزلّ قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعما اكتسبه، من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.
وقال (ص): مَن عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يُخلِفهم، فهو ممّن كملت مروّته وظهرت ووجب أجره وحرمت غيبته.
وقال (ص): المؤمن حرام كلّه: عرضه وماله ودمه.
وقال (ص): صِلُوا أرحامكم ولو بالسلام.
وقال (ص): الإيمان عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان.
وقال (ص): ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غِنى النفس.
وقال (ص): ترك الشرّ صدقة.
وقال (ص): أربعة تلزم كل ذي حِجي وعقل من أُمّتي، قيل: يا رسول الله ما هُنّ؟ قال: استماع العلم وحفظه ونشره والعمل به.
وقال (ص): السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بعدي بها هدى وتركها ضلاله، وسنّة غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة.
وقال (ص): مَن أرضى سلطاناً بما يسخط الله خرج من دين الله.
وقال (ص): خير من الخير مُعطيه، وشرّ من الشرّ فاعله.
وقال (ص): مَن نقله الله من ذلّ المعاصي إلى عزّ الطاعة أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآسفة بلا أنيس، ومَن خاف الله أخاف منه كلّ شيء، ومَن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء، ومَن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل، ومَن لم يستح من طلب الحلال من المعيشة خفّت مؤونته ورخى باله، ونعم عياله، ومَن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا، داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار القرار.
وقال (ص): أقيلوا ذوي الهناة عثراتهم.
وقال (ص): الزهد في الدنيا قُصرُ الأمل، وشكر كلّ نعمة، والورع عن كل ما حرّم الله.
وقال (ص): لا تعمل شيئاً من الخير رياءً ولا تدعه حياءً.
وقال (ص): إنّما أخاف على أمّتي ثلاثاً: شُحّاً مطاعاً عذّب نفسه، وإماماً ضالاً.
وقال (ص): مَن كثر همّه سقم بدنه، ومَن ساء خلقه عذّب نفسه، ومَن لاحى الرجال ذهبت مروّته وكرامته.
وقال (ص): ألا إن شر أمتي الذين يكرَمون مخافة شرّهم، ألا ومَن أكرمه الناس اتقاء شرّه فليس منِّي.
وقال (ص): مَن أصبح من أمتي وهمّته غير الله فليس من الله، ومَن لم يهتم بأمور المؤمنين فليس منهم، ومَن أقر بالذلّ طائعاً فليس منّا أهل البيت.
وكتب (ص) إلى معاذ يُعزِّيه بابنه:
من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل.
سلام عليك، فإنّي أحمد الله الذي لا إله إلّا هو.
أمّا بعد:
فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه وإنّما كان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة عندك فمتّعك الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، لا يحبطنّ جزعك أجرك، ولو قدمت على ثواب مصيبتك لعلمت أنّ المصيبة قد قَصُرَت لعظيم ما أعدّ الله عليها من الثواب لأهل التسليم والصبر، واعلم إنّ الجزع لا يردّ ميّتاً ولا يدفع قدراً فأحسن العزاء وتجّز الموعود، فلا يذهبن أسفك على ما لازم لك ولجميع الخلق نازل بقدره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وقال (ص): من أشراط الساعة كثرة القُرّاء وقلّة الفقهاء، وكثرة الأُمراء وقلة الأُمناء، وكثرة المطر وقلة النبات.
وقال (ص): أبلغوني حاجة مَن لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنّه مَن أبلغ سلطاناً حاجة مَن لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله قدميه على الصراط يوم القيامة.
وقال (ص): مَن لا يستحي من الحلال نفع نفسه وخفّت مؤونته ونفى عن الكبر، ومَن رضي من الله باليسير من الرزق رضى الله منه بالقليل من العمل، ومَن رغب في الدنيا فطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ومَن زهد فيها فقصّر فيها أمله أعطاه الله علماً بغير تعلم وهدىً بغير هداية، فأذهب عنه العمى وجعله بصيراً، إلا أنه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل، ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى.
وقال (ص): إياكم وتخشع النفاق، وهو أن يُرى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع.
وقال (ص): المحسن المذموم مرحوم.
وقال (ص): إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو ذي حسب. وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الدين، وما عال امرؤ ثط على اقتصاد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، أبى الله أن يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون.
وقال (ص): لا يبلغ عبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به البأس