أتى رمضان يسعى
أتى رمضان بالخيرات يسعـى
فشـقَّ هلالُـهُ سِتـرَ الظـلامِ
وألبـسَ فجـرهُ الدنيـا رداءاً
من الإحسان والنِعَـم العِظـامِ
أتى من بعدِ شـوقٍ وانتظـارٍ
وصبرٍ وارتجـاءٍ طـولَ عـامِ
فبدل وحشةَ العمـرِ انشراحـاً
بتسبيـح المهيمـنِ والقيـامِ
وصـومٍ خالـصٍ للهِ ، يُرجـى
بـهِ غفـرانُ أخطـاءٍ جِسـامِ
بهِ تسمو النفوسُ على الدنايـا
بإفشـاءِ المحبـةِ والـسـلامِ
****
أتى رمضانُ والأحداث تتـرى
تمـر بأمتـي مـرَّ الغـمـامِ
أتى والدمعُ فوق الخدِّ يجـري
وجُرحُ القلبِ في الأعماقِ دامي
وكيـف لـهُ شفـاءٌ والتئـامٌ
ونيرانُ الأعادي في اضطـرامِ
تُحاكُ لديننـا فـي كـلِّ يـومٍ
مؤامـرةٌ وأخـرى بانتـظـامِ
فطوراً مـن شيوعـيٍّ حقـودٍ
وطـوراً مـن صهاينـةٍ لئـامِ
بغوْا في الارض وازدادوا فساداً
بسفك دماءِ محمـودٍ ورامـي
وزرع الخوفِ فوق شفاه ِهنـدٍ
وترويـعِ الحمائـمِ والأنــامِ
وتدنيـسٍ لأقصانـا وجــرحٍ
لإحساس الورى دون احتـرامِ
****
أتيتَ إذن أيـا شهـراً كريمـاً
تذكرنـا بأمـجـادِ الـكـرامِ
ببدرٍ والصحابـة فـي رباهـا
يُذيقون العدا مـن كـلِّ جـامِ
وسينـاءَ الحبيبـة إذ عبرنـا
وطهرنـا ثراهـا بالحـسـامِ
لترتفع البيـارقُ فـي سماهـا
ويعلو بعدها صـوت السـلامِ
تغنيـه العصافيـرُ اللـواتـي
شدت بالنصرِ في مصرٍ وشـامِ
وحاضرة العروبـة والبـوادي
من الأقصى إلى البيت الحـرامِ
فأهلاً يا عزيـزاً غـاب عنّـا
ولا تعجب فشوقي في تنامـي
لأنك تحمل الغفـران بشـرى
لنا من بعـد يـأسٍ وانهـزامِ
وفيك الخيرُ ، والجناتُ تزهـو
بمن تابـوا ورقُّـوا بالصيـامِ